تعد مسألة التسويق الزراعي من المسائل الملحة والهامة لتأثيرها المباشر على المنتج والتاجر والمستهلك، وجميع القرارات المتعلقة بالإنتاج تعتمد على التسويق والدراسات التسويقية التي هي الدليل والموجه للقرارات الإنتاجية، إذ إن القرار الإنتاجي الصحيح يجب أن يأخذ بالحسبان التوقعات المستقبلية للأسعار والأسواق المحتملة لتصريف المنتوجات والمساحة المتوقع زراعتها والكميات المعروضة وصولاً إلى تحقيق ربح معقول للمزارع. وفي هذا الإطار يجب أن نجد برامج توعية للفلاحين نوضح فيها ظروف التسويق داخلياً وخارجياً، والعمل على توفير منتج ذي مواصفات نوعية مطلوبة ومرغوبة في الأسواق حتى يكون قابلاً للتصدير وتحقيق الأرباح المناسبة والعمل على إقامة شركات متخصصة بالفرز والتغليف والتخزين وفق الشروط الفنية المطلوبة وإيجاد التشريعات المناسبة والقوانين الخاصة بتشجيع التصدير إلى الأسواق الخارجية، كما أن عملية التصنيع الزراعي تلعب دوراً مهماً وأساسياً في مسألة التسويق الزراعي، إذ تساهم مساهمة كبيرة في تسويق المنتوجات، ولابد من إعطائها الاهتمام اللازم وتشجيعها من خلال قيام معامل حديثة لعصر وتصنيع بعض المحاصيل الزراعية و الفواكه مثل(الحمضيات وتعبئة وتكرير الزيت )ووضع رسوم جمركية عالمية لاستيراد العصائر والمركزات الكيماوية والزيوت النباتية كي يتمكن المنتج المحلي من منافسة المنتوجات المستوردة وفرض نفسه في السوق المحلية بالسعر المناسب للمنتج والمستهلك معاً، وتفعيل دور مؤسسة التخزين والتبريد بحيث تتمكن من تسويق المنتوجات الزراعية، وتبسيط إجراءات القروض الزراعية وزيادتها وتوسيعها، وكذلك بالنسبة للإنتاج الفائض الذي يستدعي إيجاد أسواق تصريف خارجية له، وتقديم الدعم المناسب ,بالشكل الذي يحقق الاستقرار للمحاصيل ويدفع المنتج (المزارع) إلى التوسع في زراعتها واستخدام أساليب متطورة تزيد الإنتاجية وتغطي التكلفة وتعطي مردودية مرتفعة وتوفر المياه ,وترشيد استخدام الأسمدة من خلال اعتماد سياسة تسويقية تراعي أهمية التسويق الزراعي ودوره في تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الصادرات وتحسين ميزان المدفوعات الذي يصبّ في دفع عملية التنمية الاقتصادية .