) تسويق الحليب ومنتوجات الألبان

مقدمة: يعتبر الحليب ومنتوجاته من السلع الغذائية الأساسية التي لا يمكن لأية أسرة الإستغناء عنها,ذلك أن الحليب ومنتوجاته يتم إستهلاكه من قبل كافة شرائح المجتمع وبأنماط غذائية تختلف من شريحة إستهلاكية لآخري ومن مجتمع لأخر.
*** إنتاج وإستخدام الحليب:تتصف إنتاجية الحليب في الوقت الحالي علي التخصص وتبني تقديم أنواع محددة من الحليب,الأمر الذي أدي ويؤدي لتغير منافذ التسويق أو التوزيع. ولقد تضاعفت الكميات المنتجة من الحليب مؤخراً عدة مرات,وذلك بسبب زيادة عدد الأبقار الحلوب والأغنام ,وإنتاجية كل منها بشكل ملموس بالإضافة لزيادة وعي المستهلكين بأهمية الحليب الغذائية.ويوجد للمزارعين المنتجين للحليب أكثر من بديل لتصريف إنتاجهم وهو كما يلي:-
1- إطعامه لصغار الأبقار وذلك بهدف المحافظة علي سعره.
2- إستعماله للإستهلاك في البيوت القريبة من مناطق الإنتاج.
3- فصله عن القشدة وبيعها كمنتوجات أخري.
4- بيع الحليب مباشرة للمستهلك.
5- بيع الحليب كاملاً لمصانع منتوجات الألبان ,ومن خلال عقود لإستخدامه كمادة خام لإنتاج سلع غذائية أخري.
إن برامج تسويق الحليب تتأثر بعدد من العوامل المرتبطة بالعملية الإنتاجية ونوعية وأهمية المنتوجات نفسها وبالإضافة لأنماط الإستهلاك في الأسواق المستهدفة والتي تختلف من شريحة لآخري ومجتمع لأخر,كما يؤثر وجود مزارع متخصصة أم لا؟,وتوفر العدد المقبول من البدائل بالإضافة لإستقرار أو عدم إستقرار البيئة التسويقية من حول المؤسسات وإنتاجها علي نوعية البرامج والسياسات المتبعة من قبل رجال التسويق الذين يجب أن يقوموا بتنفيذ خطط مرنة وفعالة للتعامل مع قضايا الإنتاج ونوعياته وأسعارها.
وتجدر الإشارة علي أن مصادر الحليب ماهي إلا عبارة عن مصدر من الحليب يجري مرتين يومياً,ويمكن تشبيهه بالحصاد اليومي.وهناك نوعان من الحليب( الأول قابل للفساد والأخر غير قابل للفساد) ,بالإضافة لإنتاجه يعتمد علي الموسمية.واعلي إنتاج للحليب في فصل الربيع , وأعلي إستهلاك فيكون في فصلي الخريف والشتاء أثناء دوام المدارس. ويشتري الحليب في نهاية الأسبوع. لذا علي رجال التسويق ربط الإنتاج بالتسويق وحسب الطلب عليه في الأسواق المستهدفة وحسب عادات الإستهلاك المألوفة.وهناك تأثير إيجابي لبعض العوامل علي مقدار ونوعية ما ينتج من الحليب مثل تطور المعدات المستخدمة ودرجة عملية التغذية للأبقار والأغنام ,بالإضافة لعوامل أخري كالهرمونات.
*** منتوجات الحليب والإستهلاك:تقسم منتوجات الحليب لقسمين:
1- الحليب السائل: ويتضمن الحليب كامل الدسم, ومنزوع الدسم وقليل الدسم والكريم ,وكذلك يتضمن المنتوجات ذات النكهات مثل مشروب البيض والحليب ,واللبن.
2- الحليب المشكل: ويتضمن الجبنة, الزبدة و البوظة,حليب البودرة خالي الدسم,والحليب المكثف وغيرها.
وتنعكس كميات الإستهلاك للحليب حسب الكميات المتوفرة ,والأسعار السائدة ,وكذلك التغير الحاصل في أذواق المستهلكين. حيث أن ظهور سلع جديدة وكبدائل للحليب ومع مرور الوقت, أدي لإنخفاض الميل لدي المستهلكين لإستهلاك الحليب .
وكذلك التطور في مجال تصنيع الحليب ,أدي لتسويق الحليب الممزوج بمواد غذائية أخري مثل تقديم الخليط الذي يتكون من حليب البودرة خالي الدسم, دم الحليب,وماء ومواد أخري,حيث تكون هذه المنتوجات سهلة النقل والتخزين في شروط مناسبة لطرفي العملية التبادلية.كما إن إستعمال طرق تعريض الحليب لحرارة عالية جداً قد يؤدي لإنتاج منتوجات قد لا تحتاج إلي الثلاجات ,ويمكن إبقاءها علي الرف لمدة ستة أشهر,وتجري تجارب لإنتاج حليب مجمد ومركز مع احتفاظه بخصائصه ومكوناته.
*** تسعير الحليب:يتأثر سعر الحليب بعدة عوامل هي كما يلي:-
1) تعتبر تكلفة الوحدة الواحدة من الحليب في المزرعة من العوامل المؤثرة علي مدي وجود مرونة معقولة في تسعيره أم لا؟.
2) كثافة الطلب علي الحليب من المستهلكين أم لا؟من العوامل المؤثرة علي السعر النهائي الذي يصل المستهلك ,وموسمية الطلب وقلة إنتظامية الاستهلاك في أوقات معينة من الأمور المعرقلة لعملية التسعير خلال فترة زمنية محددة.
3) وجود دعم حكومي لمنتجي الحليب أم لا؟ يحدد لحد بعيد الأسعار المفروضة عليه وعلي منتوجاته.
4) وجود جمعيات قوية لمنتجي الحليب أم لا؟ يحدد القوة التفاوضية المتاحة أمام المنتجين بمواجهة المشترين من مسوقين ومستهلكين.
5) تعبر سياسات التصدير والإستيراد المتبعة من الحكومة من الأمور المحددة لدي النجاح في التسعير المعلن في الأسواق المستهدفة وقبول المستهلكين لهذا الصنف أو ذاك.
عملياً ,ليس لأحد من العوامل السابقة السيطرة المطلقة في تحديد السعر,ذلك أن كل عامل منها قد يساهم بعملية التسعير بشكل أو بأخر أو بدرجة أو أخري.
*** درجات الحليب وتصنيفاته:هناك درجتان من حليب المزرعة:
1- درجة( أ) وهو السائل: وهو يخضع لمقاييس صحية صارمة ومناسبة للبيع المباشر للمستهلك كما انه يمثل مشروبات خفيفة للمستهلك.ويستعمل لإنتاج المنتوجات السائلة أو المشكلة وله قيمة عالية.
2- درجة( ب) وهو المُصّنع : وهو يخضع لمقاييس اقل صراحة,وهو مقبول لأنه يخضع لدرجات تشكيل عالية,ويستعمل في تحضير المنتوجات الاخري كالجبن والزبدة.
هذا التصنيف للحليب يؤدي لتباين الأسعار لكل منها ,كما يؤدي إلي إرتفاع أسعار منتوجات الحليب السائلة,وإنخفاض أسعار منتوجات الحليب المشكلة عما يجب أن تكون عليه في حالة التوزيع المتساوي للصنفين. وبسبب هذا التمايز في الأسعار المطروحة أمام المستهلك بين كلا المنتوجين ,فإن تجار الحليب يستطيعون دفع أسعار اعلي لمزارعي الحليب المستخدم في المنتوجات السائلة مقابل أسعار الحليب المستخدم في المنتوجات المشكلة مثل الأجبان والزبدة وغيرها.
*** دور التعاونيات في تسعير الحليب: أصبحت جمعيات المزارعين لمنتوجات الحليب أداة للتبادل والمقايضة لصالح أعضائها الأكثر نشاطاً,ويتمثل دورها في عمليات التسويق والتوزيع للحليب ومنتوجاته وبشكل يخدم مصالح الأعضاء المنضمين لهذه التعاونيات.وتعمل هذه التعاونيات علي تقوية أعضائها من الناحية التفاوضية والتسويقية بمواجهة الأطراف الاخري من مستهلكين وغيرهم.
*** تجارة منتوجات الحليب عالمياً: بسبب خصائص الحليب الطبيعية المتمثلة بقابلية التلف,وتداوله بشكل كبير,فإنه لا توجد تجارة دولية واسعة للحليب السائل إنما يوجد تجارة دولية واسعة لمنتوجات الحليب المصنع مثل (الزبدة , الأجبان , الحليب المجفف). إن برامج التصدير الهادفة لتحفيز وزيادة التصدير قد أدت لمضاعفة الكميات المُصدرة من الحليب,ذلك بأن هذه البرامج قدمت الدعم الكبير للمصدرين الذين يشترون المنتوجات من الحليب من الدول المُنتجة ,وتشحن لدول تكون بحاجة ماسة لهذه المنتوجات.إن بعض الدول المصدرة للحليب الطازج مثل الولايات المتحدة تقوم بإستيراد بعض منتوجات الحليب المصنعة,وهذه المنتوجات المستوردة تعتبر مصدر قلق لان هيكل السعر الكلي للحليب في الولايات المتحدة معتمد علي سعر حليب درجة(ب) ,والمنتوجات المستوردة قد تؤثر علي برامج دعم السعر المحلي للحليب المُصدر.ذلك أن إستيراد منتوجات الحليب المصنعة لهذه الدول المتقدمة قد خلق مشكلة كبيرة, واثر علي برامج الدعم للسعر المحلي للحليب الطازج بطرقة سلبية.
*** الأسباب المنطقية لنظام تسعير الحليب:
إن الحاجة ماسة لوجود نظام مرن لتسعير الحليب ومنتوجاته,ذلك أنه من الضروري أن تبادر الأطراف المعنية بإيجاد معادلة عادلة لأسعار هذه المادة الغذائية الهامة ومن وقت لأخر.وسبب لحاجة لهذا النظام أن الحليب هو الغذاء الأساسي والضروري لكافة أفراد المجتمع ,بالإضافة إلي أن هناك إهتمام عام للوضع التنافسي للمزارعين خاصة في المناطق أو البلدان التي تدعم فيها هذه المنتوجات الزراعية الأساسية من هذا النوع.وتفرض التغيرات البيئية المحيطة بإنتاج الحليب ومشتقاته علي الجهات المعنية ضرورة وضع ترتيبات مقبولة ومنسجمة مع معادلة العرض والطلب للحليب حاضراً ومستقبلاً.
***قنوات توزيع الحليب السائل: لقد تغيرت طرق التسويق المستخدمة في مجال توزيع الحليب السائل في البلدان المتقدمة صناعياً,وذلك لعدة إعتبارات منها :
- أن نسبة75% من الحليب يتم توصيله للمنازل(7 أيام في الأسبوع) في أوعية زجاجية في الماضي.
- خلال الحرب العالمية الثانية إنخفض توصيل الحليب إلي40% في الخمسينيات ويتم توصيله ثلاث مرات أسبوعيا,ثم تم تقديم الأوعية المستعملة لمرة واحدة.
- في السبعينات كان مانسبته 90% من الحليب السائل يباع في المحلات التجارية.وكانت الأوعية المستخدمة للإستعمال لمرة واحدة.
يشير هذا الإتجاه إلي أن الأساليب التوزيعية الأكثر فعالية حلت محل الأساليب الأقل فعالية ,حيث أن خدمة التوصيل للمنازل هي عملية أكثر تكلفة مع التكلفة المتأتية نتيجة للبيع المباشر للمستهلكين من خلال المحلات المسماة بالتجزئة.وتصنيع الحليب السائل يخدم المدن الكبيرة ,لذا فإن التركيز من قبل شركات التوزيع يكون علي إمداد التجمعات السكانية الكبيرة فيها بما تحتاجه من حليب سائل أو مصنع وبشكل منظم ودوري.
إن معظم شركات المنتجة للحليب ومشتقاته تمارس مهام عديدة منها التوزيع وتوصيل الحليب إلي المتاجر ,المطاعم,المؤسسات والمنازل وغيرها.
كما أن هناك بعض الموزعين المستقلين الذين ينقلون الحليب من المنشأ لتوصيله إلي تجار الجملة,المدارس أو المنازل,الأمر الذي يزيد حدة المنافسة في هذه الصناعة.وفي العادة محلات الجملة تفضل التعامل مع شركات كبيرة لتزويدها بالحليب السائل أو المصنع,بحيث يكون في مقدور هذه الشركات خدمة عدة فروع لنفس المؤسسات وبحيث يتم التوصيل والمحاسبة في فرع واحد,أما المتبقي من الشركات المنتجة الصغيرة المستقلة فقد أصبحت تخدم المستقلين من تجار التجزئة والمحلات الصغيرة.
كما برزت ظاهرة التكامل من تجار الأطعمة وذلك من خلال تصنيع الحليب الطازج وتقديمه تحت أسماء أو ماركات مختلفة.كما بادرت بعض محلات التجزئة لتصنيع ماركات الحليب ومشتقاته تحمل إسم هذه المحلات نفسها,الأمر الذي أحدث تعديلات علي الهيكل التسويقي والتوزيعي للحليب الطازج ومنتوجاته. وأدت هذه الإتجاهات في توزيع الحليب السائل إلي تعديلات جوهرية في البيئة التنافسية في صناعة منتوجات الحليب,حيث لم تعد أسواق الحليب والشركات معزولة جغرافياً.