نعمة الجمال

نعمة الجمال



اعلم أيها المسلم أن الله خص بعض الصور بالجمال, وهي من زيادة الخلق التي قال تعالى فيها: ]يزيد في الخلق ما يشاء[.والجمال من حيث هو محبوب للنفوس, ولهذا لم يبعث الله نبيا إلا جميلا, حسن الوجه, كريم الحسب, حسن الصوت.وقد جعل الله الجمال في الرجال متفاوتا, وكذا في النساء, إلا أن الله سبحانه جعل الجمال في النساء أكثر من الرجال, ودعاهن الإسلام إلى إكمال نقص الجمال بالتصنع, وكل هذا من أجل أن تكون المرأة مقبولة عند زوجها, أو من يريد التزوج بها.ودعا الإسلام المرأة المسلمة إلى الاعتناء بجمال الباطن, حتى يحفظ به جمال الظاهر, وجمال الباطن هو الاعتناء بإصلاح القلوب.فمتى استقر في قلب المرأة خوف الله ومراقبته وحبه وتعظيمه والحياء وحب الشرف؛ فلا ترضى أبدا أن تفتن الناس بجمالها, بل تلازم بيتها, وإن خرجت فلضرورة مع ملازمة الحجاب الشرعي والضوابط الشرعية, وأجل نعمة يمن الله بها على المرأة المسلمة هي جمال الباطن, وهذا اصطفاء منه سبحانه واختبار لمن يشاء من العباد, فالمحروم من حرم من هذا الجمال.فمتى أكرم الله المرأة المسلمة بالجمالين فقد صارت فعلا أجمل النساء, ومتى جمل الله باطنها بالمراقبة له والخوف منه والإخلاص له والصدق في حبه وتعظيمه والرضى بحكمه والتسليم لشرعه والشوق إلى لقائه والأنس بطاعته والانشراح بذكره؛ فهي من أوليائه وأصفيائه, وأهل كرامته في الدنيا والآخرة, وهذا الجمال هو النافع في الدنيا والآخرة, والذي يتسابق إليه كل من يعرف طريق السعادة الحقيقية, ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((تنكح المرأة لاربع لمالها ولجمالها ولحسبها, ولدينها, فاظفر بذات الدين, تربت يداك)) متفق عليه من حديث أبي هريرة.فانظر كيف أمر النبي صلى الله عليه وسلم الخُطّاب من أمته أن يظفروا (أي يفوزوا) باختيار المرأة ذات الدين, لأن جمال الباطن يغني عن جمال الظاهر.وكيف لا.. وهو يكسو صاحبه جلالة ومهابة ؟.ولقد كانت نساء السلف يحرصن على صلاة الليل, لأن صلاة الليل تحسِّن الوجه وتكسبه نورا وجمالا.أما جمال الظاهر مع افتقاد جمال الباطن فلا قيمة له في ميزان الشرع, وعند كل عاقل, ولهذا قال الشاعر:

جمال الوجوه مع قبح النفوس كقنـديل عـلى قـبر المجوس

مع أن تعليق القناديل على القبور عقيدة مجوسية.

ولله در من قال:

يا حسن الوجه توقّ الخــنا لا يعدلن الزين بالشين

ويا قبيح الوجه كن محسنـا لا تجمـعن بين قبحـين

ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) رواه مسلم عن أبي هريرة.والنساء يُفتنَّ بجمال الرجال, فكيف لا يفتن الرجال بجمالهن وقد خلقن لهم؟وانظر كيف فتنت النساء بيوسف عليه السلام, قال تعالى: ]لما رأينه أكبرنه وقطّعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم[.فانظر ما يفعل الجمال.فاستغلت امرأة العزيز هذا الافتتان وقالت للنسوة: ]فذلكن الذي لمتنني فيه[ وبمجرد هذه الرؤية ليوسف من قبل النسوة شُغفن به, ومالت قلوبهن إليه, ووقعن (ولأول نظرة) فيما وقعت فيه امرأة العزيز, وعذرن امرأة العزيز في عشقها ليوسف, وصرن معها, وانظر إصرار امرأة العزيز على أن يطيعها, وتصريحها بذلك للنسوة, قال تعال عنها: ]وإن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين[.وبالرغم أن الرجال في مملكتها كثير, ولكن هذا التجاوب والاندفاع من امرأة العزيز هو سبب الجمال الذي أعطاه الله ليوسف, ومن هنا تعلم أن جمال الرجال فتنة للنساء يجعلهن يفارقن من أجله الآباء والأمهات والأولاد, ويجعلهن يبذلن ما يمكن أن يقدرن عليه مهما كان. فالمرأة إذا أعجبها الرجل ربما قتلت أباها أو أمها أو زوجها؛ من أجل أن تتصل به.

وجمال الرجال عند النساء ليس على مرتبة واحدة؛ فمنهن من يفتن بالسمين, خصوصا إذا كان زوجها ضعيفا في الجماع, ومنهن من يفتن بجمال الصورة, وهذا هو الأكثر, ومنهن من تفتن بالكلام المعسول, ومنهن من تفتن بأنه من الشباب, خصوصا إذا تزوجت شخصا كبيرا في السن؛ فإنها تبقى متطلعة إلى الشباب.

والنساء عندهن اندفاع إلى الرجال لا يقل عن اندفاع الرجال إليهن, إلا أن الرجال أجسر من كثير من النساء, ولكن لقلة عقول النساء (إلا من رحمها الله) قد يفعلن من المكائد ما يحيّر الرجال.

وأما افتتان الرجال بجمال النساء, فهذا لا حدود له. وانظر إلى قصة إبراهيم وسارة عليهما السلام, وفيها: "وكان في مصر ملك يأخذ كل امرأة جميلة غصبا, فلما علم الجبار بقدوم سارة طلبها لنفسه بالقوة, فدعت الله؛ فكبت الله هذا الظالم الجبار المرة الأولى, ثم شفاه الله, فعاد مرة ثانية؛ فكبته الله", وهذه القصة متفق عليها. فانظر جمال المرأة كيف دفع هذا الجبار إلى هذا الظلم الخطير باستمرار, مهما كانت المرأة لا تريده, فهذا يدلك على مدى الحرص على الوصول إلى المرأة الجميلة, وإن لم يكن بطريق رضاها. فالمرأة الجميلة إذا لم تصن جمالها بالبعد عن الرجال ومخالطتهم عرضت نفسها لما لا تحمد عقباه, فقد يعشق المرأة واحد, ويصبح بعد أيام معها طابور من الرجال, كل ينهشها من جهته, بل ربما اقتتلوا عليها, لأن كلا منهم يريدها خالصة لنفسه, وربما قتلها إن لم توافقه. وجمال النساء يتفاوت عند الرجال تفاوتا كثيرا.ولهذا كانت خطة أعدائنا اليهود والنصارى ومن معهم في البلاد من المفسدين في إفساد المسلمين عموما أنهم يعرضون البنات الجميلات في كل مكان.فإن عرضوها في التلفاز والسينما والفيديوهات والمسارح والمهرجانات والاحتفالات, وما إلى ذلك؛ اختاروها جميلة.وإن وظفوها؛ حرصوا على أن تكون جميلة, ويقدمونها في الفنادق والسفارات والأماكن المعدة للإجرام.فهم ينتقون هذا الصنف انتقاء, لغرض الإفساد.فانظر كيف صار جمال المرأة المنحرفة (خصوصا الشابة) وبالا عليها وعلى أسرتها وعلى مجتمعها.وكيف جعل جمالها سلما إلى الإجرام, بل والإلحاد.وسبب هذا الجمال: المتهودون ينشرون الفساد في جميع البلاد, وهذه هي فتنة عصرنا التي لم يسبق لها مثيل ولا نظير في طول العالم الإسلامي وعرضه, أججتها أيدي أثيمة خبيثة.وإن كان جمال المرأة يتفاوت, إلا أن لكل ساقطة لاقطة, فمن الناس من تعجبه الزرقاء, ومنهم من تعجبه السمراء, ومنهم من تعجبه البيضاء, ومنهم من يكون باحثاً عن الحرام, فلا يبحث إلا عن امرأة وكفى.وعلى كل.المرأة الجميلة المتبرجة تعرض المجتمع للفساد, فكيف إذا خالطته.

أحذرِ ثم أحذرِ يا فتاة الإسلام : من أن تفتنين الناس بجمالك , فالحجاب هو اكبر ساتر لكِ وهو عنوان العفة والفضيلة , والحصن الحصين لكل عفيفة شريفة , فلا تتنازلين عنه طرفة عين , وفقكِ الله لكل خير ,,,,

مشكورة و بارك الله فيك

بارك الله فيك