- لا تجدوني بخيلا:
عن جبير بن مطعم أنه بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه الناس مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ، فَعَلِقَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم فَقَالَ: "أَعْطُونِي رِدَائِي، لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لاَ تَجِدُونِي بَخِيلاً وَلاَ كَذُوبًا وَلاَ جَبَانًا"[1].
2- يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة:
عن موسى بن أنس، عن أبيه قال: "ما سُئل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبليْن، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا؛ فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة"[2].
3- أجود بالخير من الريح المرسلة:
عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة[3].
4- يعطي بردته لأحد أصحابه:
عن سهل بن سعد قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم ببردة -فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي الشملة. فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها.- فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه. فأخذها النبي صلى الله عليه و سلم محتاجًا إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله، ما أحسن هذه فاكسنيها. فقال: "نَعَمْ". فلما قام النبي صلى الله عليه و سلم لامَهُ أصحابه، قالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه و سلم أخذها محتاجًا إليها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يُسأل شيئًا فيمنعه. فقال:
رجوتُ بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه و سلم لعلِّي أكفَّن فيها[4].
5- سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني:
عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب أن حكيم بن حزام رضي الله عنهم قال: سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثم قال: "يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى". قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ[5] أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيمًا إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمررضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئًا، فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم تى توفِّي[6].
6- لست بباخل:
عن سلمان بن ربيعة قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم سمًا، فقلت: والله يا رسول الله، لغيرُ هؤلاء كان أحق به منهم. قال "إِنَّهُمْ خَيَّرُونِي أَنْ يَسْأَلُونِي بِالْفُحْشِ أَوْ يُبَخِّلُونِي فَلَسْتُ بِبَاخِلٍ"[7].
7- انثروه في المسجد:
عن أنس رضي الله عنه قال: أُتي النبي صلى الله عليه و سلم مال من البحرين فقال: "انْثُرُوهُ[8] فِي الْمَسْجِدِ". وكان أكثر مال أتي به رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم لى الصلاة ولم يلتفتْ إليه، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدًا إلا أعطاه، إذ جاءه العباس فقال: يا رسول الله، أعطني فإني فاديت[9] نفسي وفاديت عقيلاً. فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم "خُذْ". فحثا[10] في ثوبه، ثم ذهب يُقِلُّهُ[11] فلم يستطع، فقال: يا رسول الله، مُرْ بعضهم يرفعه إليَّ.
قال: "لاَ".
قال: فارفعه أنت عليَّ.
قال: "لاَ". فنثر منه ثم ذهب يقله، فقال: يا رسول الله، مر بعضهم يرفعه عليَّ.
قال: "لاَ".
قال: فارفعه أنت عليَّ.
قال: "لاَ". فنثر منه ثم احتمله فألقاه على كاهله[12] ثم انطلق، فما زال رسول الله صلى الله عليه و سلم ُتبِعُهُ بصرَه حتى خفي علينا؛ عجبًا[13] من حرصه، فما قام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثَمَّ[14] منها درهم[15].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب الشجاعة في الحرب (2666)، والنسائي (3688).
[2] مسلم: كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم يئًا قط فقال لا وكثرة عطائه (2312). والفاقة: الفقر والحاجة.
[3] البخاري: كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله (6)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب كان النبي صلى الله عليه و سلم جود الناس بالخير (2308).
[4] البخاري: كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (5689)، والطبراني في الكبير (5785).
[5] أرزأ: أنقص مال أحد.
[6] البخاري: كتاب الزكاة، باب الاستعفاف عن المسألة (1403)، والترمذي (2463).
[7] مسلم: كتاب الزكاة، باب إعطاء من يسأل بفحش وغلظة (1056).
[8] أي صُبوه.
[9] أي: دفعت الفداء يوم بدر حين أخذ أسيرًا هو وعقيل ابن أخيه.
[10] من الحثية وهي ملء اليد.
[11] يرفعه ويحمله.
[12] ما بين كتفيه.
[13] تعجبًا.
[14] أي هناك، أي أنه صلى الله عليه و سلم زعها جميعًا ولم يبق درهمًا واحدًا لنفسه.
[15] البخاري: أبواب المساجد، باب القسمة وتعليق القبو في المسجد (411).
المصدر : قصة الإسلام