فوائد من التمارين الرياضية لعقل ومزاج متفتح

فوائد من التمارين الرياضية لعقل ومزاج متفتح

ربما أنت تتمرن لشد أفخاذك، أو بناء العضلات الأمامية لذراعك (العضلة ذات الرأسين)، أو التخلص من كرشك. أو ربما تمارس التمارين الرياضية بغرض الوقاية من كبار القتلة كأمراض القلب والسكري والسرطان. لكن ماذا عن بذل الجهد من أجل تحسين عقلك ومزاجك؟ يقول جون ريتي، طبيب الشؤون العقلية بالكلية الطبية في جامعة هارفارد، مؤلف كتاب: (اِنشَط: العلم الجديد الثوري للتمارين والعقل) : "التمرين الرياضي هو أفضل شيء فريد يمكنك القيام به لعقلك من حيث المزاج والذاكرة والتعلم،"، ويضيف: "حتى 10 دقائق فقط من النشاط تغير عقلك." إذا كنت تريد حوافز ما إضافية لجعلك تبادر بعقد خيوط حذائك الرياضي، فهاك سبع طرق يمكن أن يعزز بها التمرين الرياضي من قدراتك العقلية.


التمارين الرياضية تكافح الآثار الضارة للضغط

إن الجري على السير المتحرك أو الكروس ترينر (cross trainer)(جهاز التقاطع) لمدة 30 دقيقة يمكن أن يخفف من التوتر عن طريق إفراز مواد الدماغ الكيميائية المهدئة كالسيروتونين والدوبامين و النورابنفرين (norepinephrine). الأمر بالغ الروعة، إضافة إلى ذلك، أن التمارين يمكنها أن تعمل أيضاً على مستوى الخلايا لتقاوم تسريع الضغوط للتعمير (أي التقدم في العمر)، حسبما قالت به دراسة في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، أجريت عام 2010م. وجد العلماء بأن النساء البعيدات عن الضغط اللاتي يتمرنَّ بنشاط لمدة ما متوسطه 45 دقيقة لثلاثة أيام في الأسبوع ، لديهن خلايا بعلامات تعمير أقل مقارنةً بالنساء ذوات الضغوط اللائي لا يمارسن التمارين الرياضية. تساعد ممارسة التمارين أيضاً على حمايتنا من اجترار الهموم "عن طريق تعديل تدفق الدم إلى مناطق المخ المسؤولة عن دفعنا لأن نتذكر مراراً وتكراراً تلك الأفكار المسببة للضغوط،"، هذا ما قالته "إليسا إبِل" المشاركة في القيام بالدراسة، الأستاذة المشاركة في مجال الطب العقلي في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو.


التمارين الرياضية تزيل الاكتئاب

تشير الدراسة إلى أن حرق 350 من السعرات الحرارية ثلاث مرات في الأسبوع عن طريق ممارسة النشاط المستمر المتضمن للجهد يمكن أن يقلل من أعراض الاكتئاب تقريباً بنفس فعالية مضادات الاكتئاب، ربما لأن التمارين تحفز نمو الخلايا العصبية في مناطق معينة من الدماغ متضررة من الاكتئاب. فضلاً عن ذلك، اكتشفت دراسات أجريت على الحيوانات بأن النشاط يزيد من إنتاج جزيئات المخ التي تحسن الروابط بين الخلايا العصبية، فتعمل كمضادات اكتئاب طبيعية. واكتشفت دراسة أجريت في عام 2010م بأن ثلاثة جلسات يوقا كل أسبوع تزيد من مستوى حمض الغاما أمينوبوتيريك ((GABA الكيميائي الدماغي، مما ينتج عنه عادةً تحسن المزاج وانخفاض القلق. فيمكن استخدام اليوقا كوسيلة مكملة (لا بديلة) لعلاج الاكتئاب، كما قال الباحثون.


التمارين الرياضية تحسن التعلم

تزيد التمارين من مستوى مواد كيميائية دماغية تدعى بعوامل النمو، والتي تساعد في إنشاء خلايا دماغية جديدة وتأسيس روابط بين خلايا المخ لمساعدتنا على التعلم. على نحو مثير للاهتمام، فإن النشاطات المعقدة كلعب التنس، ترفع من مستوى المخ بشكل هائل. تُفَسِّر "كيتي" ذلك بقولها: "أنت تتحدى دماغك أكثر حين يكون عليك التفكير بالاتساق،" ، وتضيف: "كما هو الحال مع العضلات، عليك أن تضغط على خلايا مخك لتحملها على النمو". كذلك تحسن النشاطات المعقدة مقدرتنا على التعلم عن طريق تحسين انتباهنا ومهارات تركيزنا وفقاً لباحثين ألمان اكتشفوا بأن طلاب المدارس العليا (الثانوية) حققوا نتائج أفضل في مهام تتطلب انتباهاً شديداً، بعد أداء عشر دقائق من روتين لياقة معقد بالمقارنة مع أداء عشر دقائق من نشاطات عادية. أما الطلاب الذين لم يمارسوا أي نشاط فقد سجلوا أسوأ النتائج.


التمارين الرياضية تبني احترام الذات وتحسن نظرتك لجسدك (صورة الجسد: مصطلح نفسي، وهو كيفية تخيلك وتصورك لجسدك وشعورك تجاهه)

أنت لا تحتاج إلى تغيير جذري لشكل جسدك لتحصل من التمارين على دفق ثقة. تشير دراسات بأن مجرد رؤية تحسن اللياقة، كجري ميل بشكل أسرع أو رفع أثقال أكثر من ذي قبل، يمكن أن تحسن من تقديرك لذاتك وانطباعك عن جسدك.


ممارسة الرياضة تُشعِرُكَ بنشوة السعادة

نعم، "نشوة العدَّاء" تلك تحدث فعلاً إذا كانت لديك الإرادة بأن تنتقل إلى طَورٍ عالي الشدة. يوصي "ريتي" بجهد عنيف مفاجئ للعدو بأقصى سرعة عن طريق التمرين المقسم على فترات. اركض أو قد الدراجة أو اسبح بأسرع ما تستطيع لثلاثين أو أربعين ثانية، ثم خفض سرعتك إلى سرعة خفيفة لمدة خمس دقائق قبل أن تعود للانطلاق بأقصى سرعة. كرر ذلك أربع مرات حتى تصل إلى ما مجموعه خمس انطلاقات بأقصى سرعة. يقول ريتي: "ستشعر فعلاً بأنك متألق (مفعم بالحيوية) بقية اليوم،".


ممارسة الرياضة تحافظ على كفاءة عقلك

حتى النشاط المعتدل كالمشي المتمهل يمكن أن يساعد في المحافظة على كفاءة عقلك ونشاطه، والحماية من ضعف الذاكرة، والمحافظة على كفاءة المهارات كتذكر المفردات اللغوية. في دراسة أُجرِيَت عام 2011م ونُشِرَت في "أرشيف الطب الباطني"، حلل باحثون كنديون بذل الطاقة (ممارسة النشاط) والأداء العقلي المعرفي لبالغين كهول عبر مدى زمني يتراوح ما بين سنتين إلى خمس سنوات. لم يمارس معظم المشاركين التمارين البدنية؛ دارت نشاطاتهم بين المشي لمسافات قصيرة والطبخ والعمل في الحديقة والتنظيف. ومع هذا، مقارنةً بأقرانهم من الخاملين، سجل المشاركون الأكثر نشاطاً نتائج أفضل بشكل بارز في اختبارات الأداء العقلي المعرفي، وظهر منهم المستوى الأقل من الضعف في هذا الجانب. في نهاية الدراسة، كان 90% تقريباً منهم يستطيع التفكير والتذكر تماماً بنفس الكفاءة التي كانوا عليها في بداية الدراسة.


ممارسة الرياضة يمكن أن تبقي الخرف بعيداً عنك

يصف (مركز أبحاث الزهايمر (الخرف)) التمارين بأنها واحدة من أفضل الأسلحة ضد هذا المرض. يبدو أن ممارسة التمارين تحمي الحُصَين (hippocampus)، والذي يتحكم في الذاكرة والملاحة (التوجيه) المكاني، وهو أحد أوائل مناطق المخ التي تتأثر بالأضرار الناتجة من الخرف. تشير دراسة حديثة منشورة في (أرشيفات علم الأعصاب) إلى أن المشي أو الهرولة بشكل يومي يمكن أن يقلل من خطر الخرف، أو يخفف من آثاره عند حدوثه. في عام 2000م، اكتشف باحثون هولنديون بأن احتمال ظهور الخرف على الرجال الخاملين من الذين كانوا عرضةً له وراثياً، أكثر بأربع مرات من أولئك المعرضين له وراثياً مع انتظامهم على التمارين الرياضية.

شكرا لك

شكرااااااااااا لك موضوع رائع

شكرا

شكرا على الموضوع