يترك الجفاف بصمة واضحة على سطح الارض . فالجبال والهضاب تبدوا شامخة في عزلتها ، والمنحدرات اينما تكون تتصف بالشدة ، وتميل التضاريس الى الحدة وإن كانت هناك بعض الظاهرات التضاريسية الملساء أوالانسيابية ، وهناك الدليل على شدة وضوح عملية الارساب وعدم وجود التربة الحقيقية . وتتصف عمليات التعرية بالتقطع وعدم الاستمرار وغالبا ما تتصل مباشرة كما هو الحال فيالفيضانات الغطائية Sheet Floods والسيول الطينية Mud Flows بزخات المطر الشديدة المتباعدة وغير المنتظمة الحدوث . الا ان هذه الانطباعات الحقيقية في المناطق الجافة غالبا ما تخفيها تضخمات غير واقعية مثلما حدث عندما حاولت هوليود عرض وابراز كثيب رملي في مناسبات عديدة بالقرب من Stovepipe في وادي الموت لتغطي انطباعا لانتشار الرمال في الاراضي الصحراوية ، في الوقت الذي لا تغطي الرمال والحقول الرملية من الاراضي الصحراوية سوى أقل من 20% من مساحتها . وحتى عند ادراك حقيقة البيئة الصحراوية فان شرح و فهم خصائصها يصبح من الامور الصعبة في ظل التطبيق الحرفي لمبدأ جيمس هاطون الذي يقول " ان الحاضر مفتاح الماضي" وانه لمن الواضح ان المناطق الجافة ينبغي ، على ضوء الادلة التي تثبت التغير المناخي ، تناولها ليس في ظل الظروف المتصلة بالتغير (التطور) الاصولي للمظهر الجيومورفولوجي فحسب ، بل من حيث علاقتها بتلك الظروف التي سادت خلال الازمنة الجيولوجية السابقة ايضا .
ويقوم الجفاف الحقيقي "بتحنيط" المظاهر التضاريسية و بأبطاء سرعة التغير وذلك مثلما ابقى الهواء الجاف والرمال الجافة على موميات المصرية والبيروفية في المتاحف خلال القرن العشرين . وكما كانت هذه الموميات حية يوما ما ، تنمو وتتغير ، فإن المظهر التضاريسي في المناطق الجافة كان متغيرا في الماضي الا من استثناءات قليلة جدا . وتعكس مثل هذه الظاهرات التضاريسية نتائج الامطار الاغزر ومعدلات التبخر المنخفضة اثناء الفترات المطيرة ، وذلك بكثرة الاشكال التضاريسية الناتجة عن عمليات النحت والارساب بفعل المياه الجارية والتحلل الكيميائي وبفعل عمليات الصقيع في بعض الحالات . معدلة تعديلا طفيفا بزخات المطر الشديد المتباعد في الوقت الحاضر ، تسود المظهرالتضاريسي صور جيومورفولوجية ناتجة عن فعل المياه وبقايا عمليات تفكك الصخر وتحلله تشبه تلك الناتجة عن ظروف السافانا المناخية والتي يعتقد انها نتاج فعل الرياح . وهناك ، كما هو الحال في المناطق ذات الصفات الجيومورفولوجية والتربة الناتجة عن اندماج النظم البيولوجية والمناخية في النحت والارساب . ويتضح هذا عندما ترى الكثبان الرملية . هي غير على وادي نهري بلستوسي متعمقا في سطح هضبة يغطي سطحها فتات صخري ناتج عن تفكك وتحلل القشرة الصخرية وهنا نجد ان مخلفات الفتات الصخري التي تنتمي الى الفترات البليستوسينية المطيرة او الى ظروف مناخ السافانا في الزمن الجيولوجي الثالث قد حفظت بواسطة الجفاف في العصر الحديث . وإنه لمن سوء الحظ الحظ ان العوامل أو الظروف التي تقوم بالحفاظ على الظاهرات الجيومورفولوجية في الوقت الحاضر ، قد اعتقد حتى وقت قريب انها كانت العامل النشط في تطوير المظهر التضاريسي في الماضي . ولا ينبغي ان تكون صفة الجفاف بنفس القوة في كل اجزاء المناطق الجافة .
ففي المناطق الشديدة الجفاف تبقى التضاريس والتربة محفوظة ، اما المناطق شبه الجافة على الهوامش الصحراوية الشديدة الجفاف ، وحيث يكون الغطاء النباتي أفقر مما هو عليه في مناطق السهوب العشبية ، غالبا ما تكون العوامل الجيومورفولوجية قوية وعنيفة و بخاصة عندما تحفر المياه الجارية الفجائية لها مجار عميقة على هيئة اخاديد نهرية او تنتشر على سطح الارض في صورة فيضانات غطائية .