تجمعوا اليوم وقرروا ان يستفزوا ويستنفروا
كل ماعلمهم اياه الحكيم فقد كبرت التلاميذ
او هكذا ظنت ، ورات انه حان الوقت لاعطاء الحكيم درسا لاينساه
رغم انه حكيمهم ومعلمهم
ولكن النفس دائما تطوق للبطر وكفران النعم ولوم الصديق على حبه
وتعليق مالا يجب تعليقه لكى نشاهد مايجرى
فدخلوا على حكيمهم وهو مستلقى استلاقاء من طعن سنه
ونصح عقله وبعدت غفلته وتوهجت حكمته فنظر اليهم نظرة الفاحص
لوجوههم وعقولهم غوار وفارس فقال الحكيم مرحبا بتلاميذ عقلى ونباتات عيونى وفكرى
فقالوا الان ياحكيمنا نريدك فى سؤال هام
فقال مرحبا بكم ياعيون عمرى وتلاميذ جهدى
فسالوه سالوه ماهى اجمل حكمة بعمرك ايها المعلم الحكيم ؟؟؟
فصمت طويلا !!!!!
وهم ينظرون اليه مشدوهين !!!
ثم قال لهم لاتقسوا على نفسك كثيرا فتخسرها
ولا تقسوا على الاخرين كثيرا فتخسرهم
ولاتقسوا على الدنيا كثيرا ولا تطمع فى رضاها فهى فى كل الاحوال تلعب بك
فكن حذرا منها فلاتطمع فى رضاها فتهلك وتقسوا عليها فتقصم ظهرك
فقالوا وما العمل ايها الحكيم ؟؟؟
فقال ليس عملكم بل هو عمل الله عليكم بتغير انفسكم
اصلح قلبك يصلح لك نفسك والناس والدنيا
فقالوا نخشى اللئيم
فقال اللئيم ماء يركد لاحراك فيه فلاتصدق انه يتحرك اكثر من بقعته
التى تحتويه ماء عفن اسن
فانظر لمن حوله تعلم نعمة وقيمة اصدقائك وضعفه هو وهوانه بين اقرانه
فلا كرامة للئيم وسلطانا يملك به عقول وقلوب اصدقائه فهم سقطوا جميعا وتعلقوا
بسراب يدعى الاعجاب بالنفس فاللئيم دائما معجب بذاته ونفسه مسكين
فهو فقط الذى لايرى نفسه لئيم ولو سالتم ما طار وارتفع وما زرع فى الارض ونفع
عنه لقالوا نعرفه وهو لايعرف ذاته نراه وهو لايرى نفسه ،،
فقالوا نخشى ان يتكاثروا علينا ونحن ضعفاء !!!
فقال كن كالماء تسقى وتروى وتظل فى جذور النبتة ونوارها
وجذور النخل وطلعها
وجذور الشجر وسيقانها تعيش بينهم والكل يعيش بكم ماء يعيش مع حياة
قد لايراك الاخرين ولكن يكيفكم ان هناك من يعيش لكم ومعكم فى امان
فلاتطمع ان تحكم الدنيا وترضى الدنيا وانت حتى لن تستطيع ان ترضى نفسك فى لحظة همك
فكونوا اقوياء بضعفكم وكونوا متواضعين امام قوتكم وكونوا اقوياء بمن يحيونكم فلاتبتعد وتستغنى
فلا استغناء لمخلوق الا بمن خلق ولا يرضى من خلق ان تستغنى عمن خلق
فالتدافع لايكون منفردا بعيدا عمن خلق فلاتدافع ودفع مع خواء
فقالوا كيف نتواضع وهم يحتقرون المتواضعون
فقال لهم لماذاتريدون جميعا ان تكونوا نخيلا شاهقا
فى علواٍ لايطاله غير طير اما يطير بعيدا
او يصيده غيرنا فخيرها لغيرها - فقال احدهم ياحكيم
لاتقول نخلا ولا زرعا فكلاهما تاكله البهائم
فقال الحكيم
اجمل مايصير اليه القلب تواضعا هو رضاء من حوله ليس لانهم اكلوه
وليس لانهم جاروا عليه
فهذا ليس تواضعا فالتواضع عنوان قلب اى قلب فالعنوان الذى لايستدل عليه
اما حقا غير موجودا او من يستدل عليه
لايريد ان يسال واذا سال احدهم كذبه وهو لايدرى اهو صادق ام يكذبه لانه تائه
فتعلموا قبل ان تخرجوا الى عناوين التواضع ان تتعلموا السؤال
فتسالوا قبل ان تسوقوا اليها ركائبكم ولكن ابدأو بعيدا لتصلوا قريبا
بالمراد من الامر فالتواضع سفر بعيد لن تصله سريعا
ولن تستدلوا عليه بسهل التمنى ولا رجاء الخائف
فقالوا انت ياحكيم تريدنا ان نعبر الجسر قبل ان نصل اليه؟؟
فقال الحكيم ان لم تستدل قبل ان تصل اليه فلن تعبر
ولن تصل فلاتفكر فيه ابدا
فانتم تائهون تائهون لامحاله من اراد ان يسكن بيتا تخيله
ومن اراد ان يسير طريقا سبره بعلم السؤال عنه ومن اراد ان ياكل طعاما
يشتهيه فليحضر له متطلبه من لحم وخضر فان غاب عنه احترق فوق النار
وان ترك الخضر واللحم فلن تصنع نفسها طعاما فبين الاحتراق
واللا احتراق عمل ونفاذ بصيرة وصبر حتى تغنموا
بما لذا من الاطايب فليس بين الجهل والتجاهل الا ان تحرق طعامك
ثم ان الحكيم كان رجلا طاعنا فى العمر فشعر بارهاق من كثرة الحديث والمساجله
فاغشى عليه لدقائق ولما افاق من غشيته تلفت حوله فلم يجد ندمائه ونظر بين يديه فوجد قرطاسا كتب عليه عفوا ايها الحكيم فقد تذكرنا طعامنا الذى يحترق الان ،،،
نعم فهمت الان ان تلاميذى لم يتعلموا اى شىء منى بعد كل هذا العمر
فهم لايزالون يحترق منهم طعامهم !!!!!
ثم اسلم نفسه للوسن ونام قريرا فهو لم يطبخ فى حياته قط
فقد كان يخشى رغم كل حكمته ان يحترق منه طعامه يوما ما
تحيتى لكم دمتم بخير وبركات من الله ،،،