ي مثل هذا اليوم من سنة 1955، أعلنت السلطات الفرنسية عن تعميم حالة الطوارئ لتشمل كل التراب الجزائري في ظل الضربات القوية التي تلقاها الجيش الفرنسي. و كان من الضروري حشد كل الطاقات و مواجهة العدو بحيث سهرت المنظمات النقابية تحت قيادة جبهة التحرير الوطني على التأطير و تعبئة الجماهير. و تسبب نجاح الإضرابات التي أطلقت في 5 جويلية 1955 و هجوم الشمال القسنطيني في توترات سياسية و عسكرية تدريجية.
و أشارت النقاشات التي جرت يومي 28 و 29 أوت بالمجلس الوطني لأول مرة لعمليات التعذيب و القمع الجماعي و القتل العشوائي و تمديد حالة الطوارئ.
في حين، لم يكن التدبير الاستثنائي الذي اعتمدته الحكومة الاستعمارية قادرا على احتواء الحركة الثورية. و هكذا أعلنت السلطات الاستعمارية الفرنسية يوم 30 أوت 1955 توسيع حالة الطوارئ لتشمل كامل التراب الوطني. من جهة أخرى، افتك وزير الداخلية من خلال إدارته لشؤون الجزائر مهمة التسيير المباشر للمستعمرة.
و بالرغم من أن قمع السكان المدنيين تسبب في آلاف الضحايا فإن شجاعة و تضحية الجزائريين البعد الوطني للثورة و هو ما يفسر عجز السلطات الاستعمارية على احتواء هذه الحركة الثورية التي جاءت على يد جزائريين كانوا يسعون لاستقلال بلدهم.