الألم ، هو شعور بالوجع
تتألم منه ويقسو عليك وبلا رحمة
ولكن يكون له سبب ، وأحيانا كثيرة أسباب كثيرة
عندما تكون واحة الأمان لهم ، عندما تكون البسمة الصافية لهم ، عندما تكون ملجأ ومخزن
الأسرار ، ومخدة الكوى ووسادة الأنين واسفنجة المعاناة ، تريح أعصاب هذا وتهدئ من روع
ذاك ، وتجلي همّ هذا وتشرح صدر الاخر وتضحك هنا وتسعدهم هناك ، وتكون حياتك بإسمهم
ولهم وكل ما تفعله لهم فقط
و تجد بعد ذلك كله النكران والجحود ، تجد الامبالاة بجرحك ، ويكون الجرح منهم ، تتألم
وتبكي وتسامرك دموعك ، وتساؤلات لا تجد أجوبة
لماذا هم كذلك ؟ وما ذنبي أني كنت لهم النعمة من السماء ؟ أهذا جزاء المعروف ؟
أهكذا يكون الإحسان ؟ هل معقول تصل الإنسانية لهذه الدرجة
وهنا الألم
ولكنه لا يدوم
لا يستمر
لا يبقى
لأنه يتحول إلى أمل
وأمل بارق كمبسم الفجر المبتسم
كإشراقة الشمس السعيدة
عندما تشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عاناه من قومه
عندما تشعر بشعورده وهم يؤذونه وهو يريد لهم الخير
عندما تحس بإحساسه وهو يدعوهم إلى الله ويسخرون منه
عندما تشاهده بعيون قلبك وهو يناجي ربه لأهل الطائف ويقول
ربّ اغفر لهم فإنهم لا يعلمون ، لعل يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله
قالها وملك الجبال واقف بين يديه ويأتمر بأمره ولو أراد لأطبق عليهم الجبال
ولكنه تسامى
اعتلى بروحه إلى السمو
صفح وسامح وتسامح
أراد أن يكون عمله لوجه الله تعالى فقط
ولله وبالله ولأجل الله
تتذكر ما قاله للرجل الذي يشكي إليه قومه الذين يسيئون إليه وهو يحسن إليهم
فقال كأنما تسفّ في أعينهم الملّ
ارتفع بجراحك واسمو بآلامك وكن مع الله ولا تبالي
كن مع الله ولا بتالي
هنا فقط تجد الألم يتحول إلى أمل
تطيب الجراح
تجد الهم قد انزاح
يسلو القلب ويطيب المستراح
تمتلئ يقينا أن الله معك
لأنك التجأت إليه وقت الشدة فكان معك
وهو لن يخذلك
تسامح مهما كان الجرح
تغفر أيا كان الخطأ
لأنك كنت مع الله
ومن كان مع الله كان الله معه
وتجد من تلقاء نفسك أن الألم تحول إلى أمل
أمل بسعيد الايام وفرحة تدوم وغيوم سعادة تمطر حبا وودادا ومودة
تجد كل شئ هينا يسيرا
وكل ما سموت كان العسر يسر وكان المخرج من الضيق متاحا
بإرادتك وصدق توكلك على الله
يكون الألم أمل
وعند الصادقين الناجحين يكون الأمر كذلك
يكون الألم أمل
ألم = أمل عند الصادقين الناجحين