التغيرات المناخية في العصور التاريخية
نلاحظ من خلال ما أشير في الوثائق والكتب التاريخية عن هذه الفترة وعن النشاط البشري خلال الفترة التاريخية آخر 5 آلاف عام بوجود فترات (برودة) وفترات مناخ أمثل وفترات حارة أو جافة.
1) فترة تدهور المناخ في الهولوسين المتأخر:
وهي الفترة التي تبدأ مع العصور التاريخية قبل خمسة آلاف عام حيث أصبح هناك رصد للتغيرات المناخية من خلال الإنسان على العكس للفترات السابقة لذلك والتي اعتمدنا على الأدلة النباتية والحيوانية حيث نلاحظ تدهور مناخي في العروض العليا قبل 3000 إلى 2500 قبل الآن حيث نلاحظ انخفاض درجات الحرارة في شمال أوربا وأمريكا الشمالية والفترة الزمنية من 5300 حتى 4500 عام من الآن ووصل تدهور الغابات والتي تشير إلى تغيرات مناخية منذ 2500 عام فالبرودة المقترنة بالبرودة قبل أربعة آلاف عام حدث تغير فيها في العروض العليا ولربما ازدياد الدفء ساهم في تغطية أو هجوم بعض البحار الهامشية وابتلاع أجزاء من السواحل أو المناطق الساحلية كذلك الحال حدثت تغيرات مناخية في العروض الوسطى وخاصة شمال أفريقيا وغرب آسيا قبل أكثر من 5000 عام وحتى 4000 عام حيث بدأت القبائل الصحراوية في شمال أفريقيا في الانتقال نحو المناطق الساحلية ونحو وادي النيل وبسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية وكذلك يلاحظ من وجود فترة برودة في بداية أو أوائل العصر الحديث استمرت من 900 قبل الميلاد حتى 450 قبل الميلاد حيث بدأت الفترة ببرودة تدريجية زادت كميات المياه حيث زادت كميات الأمطار واجتاحت الأمطار فوق أوربا وتراكمت الثلوج فوق جبال الألب وكذلك الحال فوق جبال الروكي وازدادت مساحة البحيرت والمستنقعات وتوسعت الغابات فوق العروض نحو الجنوب اما المناخ في حوض المتوسط وشمال أفريقيا فقد كان أقل جفافاً من الفترات اللاحقة.
2) فترة المناخ الأمثل الثانوية:
استغرقت نحو 500 إلى 600 عم من 700 حتى 1300 ميلادية وكانت الأحوال المناخية بهذه الفترة تشابه الفترات اللاحقة في هذه الفترة إلا أنها أقل انتشاراً وأقصر من الفترة ما بعد الجليدية والدفء أهم ما يميز هذه الفترة مع كميات الأمطار المناسبة وحدوث ارتفاع درجات الحرارة في العروض العليا.
3) العصر الجليدي الأصغر:
واستغرقت بين فترة 1430 حتى 1850 م حيث اتسعت النطاقات الجليدية وانخفضت درجات الحرارة في المحيط الأطلسي الشمالي وتغير منسوب بعض الأنهار أو البحار كبحر قزوين وزاد تصريف نهر النيل بازدياد تصريف أمطار الحبشة وبسبب انخفاض درجات الحرارة في وسط أروبا انخفض مستوى نمو الغابات فوق الجبال وكذلك الحال في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية حيث انخفضت درجات الحرارة في بعض المناطق قبل 200 عام وتحسنت الأحوال المناخية في نهاية هذه الفترة في أوربا عموماً.
أما في الأقسام الشمالية من أمريكا فقد كان المناخ دافىء حتى عام 1300 ميلادية أما في شرق المتوسط أو حوض المتوسط عموماً فقد زادت كميات الأمطار عموماً. ومع نهاية هذه الفترات تراجعت النطاقات المناخية مرة أخرى وما زالت في حالة تراجع حتى الآن وارتفاع درجات الحرارة أو سيادة الجفاف في القرن العشرين إلا أن هذه الاختلافات أو الارتفاعات في درجات الحرارة لم تتجاوز 0,2 أو 0,3 أقل من نصف درجة مئوية خلال مئة عام تقريباً .